الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

شبهة فليوالي علي وذريته من بعدي

ابن حجر العسقلانی فی الاصابه ج 1 ص 541  فی ترجمه زیاد بن مطرف  راوی الحدیث :  قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة فليتول عليا وذريته من بعده وقال بن منده لا يصح قلت في إسناده يحيى بن يعلي المحاربي وهو واه . ( تعلیق : یحیی بن یعلی احتج به البخاری و مسلم  فی صحیحهما  و وثقه الذهبی  فی المیزان)

الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد

هذا قول العسقلاني في الاصابة في تمييز الصحابة يا منافق يا مدلس

الجز 2
صفحة
485

2872- زياد بن مطرف «2»
: ذكره مطيّن، والباوردي، وابن جرير، وابن شاهين في الصّحابة، وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة فليتولّ عليّا وذرّيته من بعده»
«3» . وقال ابن مندة: لا يصحّ.
قلت: في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي، وهو واه.


شبهة من اطاع علي فقد اطاعني ومن عصى علي فقد عصاني

حديث من اطاع علي فقد اطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني والرد عليهم :

بسم الله الرحمن الرحيم
حديث
مَنْ أَطَاعَني فَقَد أَطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَاني فَقَد عَصَى الله ، ومَنْ أَطَاعَ عَليًّا فَقَد أَطَاعَني ، ومَنْ عَصَى عَليًّا فَقَد عَصَاني


أخرجه خيثمة بن سليمان في: المنتخب من فوائده ، وابن عدي في: الكامل ، وأبو بكر الإسماعيلي في: معجم شيوخه ، وأبو عبد الله الحاكم في: المستدرك ، وابن عساكر في: تاريخه .
ومن طريق خـيثمة بن سليـمـان وابن عدي الحـافظُ ابن عـساكر فـي: تاريخه .
عن يحيى بن يعلى ، ثنا: بسام الصيرفي ، عن الحسن بن عمرو الفُقَيْمي ، عن معاوية بن ثعلبة ، عن أبي ذر ا ، قال: قال رسول الله ص فذكره .
قال أبو عبد الله الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
ووافقه الذهبي .
أقـول: بل في الإسناد علتان:
الأولى: يحيى بن يعلى - وهو الأسلمي القَطَواني ، وليس هو المحاربي كما هو المتبادر ، فإن ابن عدي قد أورد هذا الحديث في ترجمة الأسلمي وجعله من منكراته .
ويحـيى بن يعلى الأسلمي القَطَوانِي ، قال فيه البخاري : ( مضطرب الحديث كنيته: أبو زكريا ، ذاهب الحديث ).
التاريخ الأوسط: ( 2 / 183 ).


وقال ابن معين: ( ليس بشيءٍ ) .
الكامل لابن عدي: ( 7 / 233 )

وقال أبو حاتم الرازي: ( كوفي ليس بالقوي ، ضعيف الحديث )
الجرح والتعديل: ( 9 / 196 ).

وقال أبو بكر البزار: ( يغلط في الأسانيد ).
تهذيب التهذيب: ( 11 / 266 ).

وقال ابن حبان: ( روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد ، يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات ، فلست أدري وقع ذلك في روايته منه أو من أبي نعيم ، لأن أبا نعيم ضرار بن صرد ، سيئ الحفظ كثير الخطأ ، فلا يتهيأ إلزاق الجرح بأحدهما فيما رويا دون الآخر ، ووجب التنكب عما رويا جملة ، وترك الاحتجاج بهما على كل حال ).
المجروحين: ( 3 / 121 ).


وقال ابن عدي: ( كوفيٌ وهو في جملة شيعتهم ) .
الكامل لابن عدي: ( 7 / 233 )


الثانية: معاوية بن ثعلبة ، ذكره البخاري في : . تاريخه . ، وابن أبي حاتم في : . الجرح والتعديل . وسكتا عنه
( 7 / 333 ).
الجرح والتعديل: ( 8 / 378 )


، وذكره ابن حبان في : . الثقات . كعادته في ذكر المجاهيل
( 5 / 416 ).



وللحديث شاهد آخر من حديث يعلى بن مرة الثقفي ا .
رواه ابن عدي في: . الكامل . ، ومن طريقه ابن عساكر في: . تاريخه . ، قال: ثنا محمد بن جعفر بن يزيد المَطِيْري ، ثنا: إبراهيم بن سليمان النّهمي الكوفي ، ثنا: عبادة بن زياد ، ثنا: عمر بن سعد ، عن عمر بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه ، عن جده يعلى بن مرة الثقفي ا ، قال: سمعت رسول الله ص يقول: . مَنْ أَطَاعَ عَليًّا فقد أطاعني ، ومَنْ عصى عليا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليًّا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر أو منافق . .
أقـول: هذا إسناد ضعيف جداً ، فيه عدة علل :
الأولى: إبراهيم بن سليمان النّهمي . قال الدارقطني : . متروك . .
سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني: ( رقم: 40 ) .


الثانية: عمر بن سعد النصري .

قال الحافظ الذهبي: ( يروي عن عمر بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه ، عن جده ، حدَّث عنه إسماعيل بن موسى ، عداده في البصريين ، قال البخاري: لا يصح حديثه )
الميزان: ( 3 / 199 ) .


الثالثة: عمـر بن عبد الله بن يعلى بن مُـرّة الثقفي.


قال الإمـام أحـمد: ( ضعيف الحديث ).
العلل ومعرفة الرجال: ( رقم: 1204 ).


وقال أيـضاً: ( منـكر الحـديث ).
الضعفـاء الكبير للعقيلي: ( 3/177 ).


وقال أبو نعيم: ( رأيت عمر بن عبد الله فمـا أستحـل أن أروي عنـه ).
المجروحين: ( 2/ 92 ).


وقال ابن معيـن: ( ليـس بشيء ).
تاريخ الدارمي : ( رقم: 640، 462 ).


وقال أيضاً: ( ضعيف ).
التاريخ ـ رواية الدوري ـ: ( رقم: 3939 ).


وقال أبـو حاتم الرازي: ( ضعيف الحديث، منكر الحديث ).
الجرح والتعديل: ( 6/ 118 ).


وقال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن عمر بن عبد الله بن يعلى ، فقال: ( ليس بالقوي )، فقلت مـا حالـه ؟ قال: ( أَسـأل الله السـلامة ).
الجرح والتعديل: ( 6/ 118 ـ 119 ).


وقال البـخاري: ( يتكلمون فيـه ).
التـاريخ الكبير: ( 2/ 113 ).


وقال ابن حبـان: ( منكر الروايـة عن أبيه… ، روى عمر بن عبد الله بن يَعلى نسـخة أكثرهـا مقلـوبة عن أبيه عن جده ).
المجروحيـن: ( 2/ 92 ).


وقال ـ في ترجمة أبيه ـ إنّـه: ( واهٍ ).
المجروحين: ( 2/ 25 ).


وقال النسـائي: ( ضعيف ).
الضعفاء والمتروكين: ( رقم: 457 ).


وقال الدارقطني: ( متـروك ).
تهذيب الكمال: ( 21/ 420 ).


وقال الذهبي: ( ضعفوه ).
المغني: ( 2/ 470 )، الكاشف: ( 2/ 64 )، الديوان: ( رقم: 3076 ).


وقال الحافظ ابن حجر: ( ضعيف ). ،
التقريب: ( رقم: 4967 ).


وقال أيضاً: ( متفق على تضعيفه ) .
لسان الميزان: ( 4 / 307 ) .




الرابعة: عبد الله بن يعلى بن مُرّة الثَّقَفِـي.
قال البخـاري: ( فيه نظـر ).
الضعفـاء الصغـير: ( رقم: 200 ).



وقال ابن حبان: ( لا يعجبني الاحتجـاج بخبره إذا انفـرد لكثـرة المناكير في روايته، على أن ابنه واه أيضاً، فلست أدري البـليّة فيـها منه أو من ابنه ).
المجروحين: ( 2/ 25 ).



وقال الدارقطني ـ في ترجمة ابنه ـ: ( عمر بن عبد الله بن يعلى بن مُـرّة الثقفي، عن أبيه، عن جده، وأبـوه لا يعرف إلاّ بـه ).
الضعفاء والمتروكين: ( رقم: 376 ).



وقال الذهبي: ( ضعيف ).
الديوان: ( رقم: 2353 ).



فائدة: قال الشيخ الألباني - : - في : . السلسلة الضعيفة . :
( 10 –
القسم الثاني / 519 – 521 ) .



( (
تنبيه) : ذكر الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص 174) ؛ فقال :
"
أخرجه الحاكم في ص (121) من الجزء الثالث من "المستدرك" ، والذهبي في تلك الصفحة من "تلخيصه" ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين" !!
قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما آنفاً: "صحيح الإسناد" !
وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، وددت هذا ؛ عملاً بقوله تعالى : (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!

بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حد ؛ فقلت : لعل بصره انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهواً ، ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضاً حديث مصحح على شرط الشيخين ! فتيقنت أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمداً ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا المؤلف ؟!
ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية (ص 45) :
"
أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من "المستدرك" عن ابن عباس قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في (تلخيص المستدرك)"!!


وإذا رجع القارىء إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول الحاكم : "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ! وقول الذهبي : "صحيح" !
ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضاً بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة المذكورة والتي تقابلها أيضاً ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين.
ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛ ألا وهو أبو بلج عن عمرو بن ميمون .
فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سليم ؛ أخرج له أربعة دون الشيخين .
وفيه أيضاً كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم :
"
محله الصدق" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال أبو زرعة :
"
صدوق" . وأما الأزدي فقال :"عنده مناكير" .
ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه السابقتين ؛ فراجعه ) أهــ.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلـه وصحبه وسلم
كتبه
أبو عبد العزيز خليفة بن ارحمه الكواري
‏الاثنين‏، 09‏ جمادى الأولى‏، 1427هـ
alnajdi@qatar.net.qa


شبهة انت تبين لامتي ماختلفو فيه من بعدي

روي من حديث: أنس بن مالك ، وأبي ذر الغفاري ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه .
( أولاً: حديث أنس بن مالك ا)
روي عنه من طرق .
الطريق الأولى: الحسن البصري عنه .
أخرجها ابن الأعرابي في: المعجم [1]، وابن حبان في: المجروحين [2]، وأبو عبد الله الحاكم في: المستدرك [3]، والحافظ ابن عساكر في: تاريخه [4]، عن أبي نعيم ضرار بن صرد ، نا: المعتمر بن سليمان التيمي ، قال: سمعت: أبي يذكر عن الحسن ، عن أنس ا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت تُبَيِّن لأمَّتي ما اخْتَلفوا فيه مِنْ بَعدي.
قال أبو عبد الله الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .
وتعقبه الحافظ الذهبي - : - قائلاً : بل هو فيما اعتقده من وضعِ ضرار ، قال ابن معين: كذَّاب
وقال في: تاريخ الإسلام هذا حديثٌ موضوعٌ [5].
أقـول: في إسنـاده عدة علل:
الأولى: أبو نعيم ضِرار بن صُرَد الطّحان .
قال البخاري: متروك الحديث [6].
وقال الترمذي في: السنن [7] ورأيْتُهُ يُضَعِّفُ ضرار بن صرد أي: البخاري .
وقال ابن معين: بالكوفة كذّابان: أبو نعيم النخعي ، وأبو نعيم ضرار بن صرد .
وفي : سؤالات ابن الجنيد قال: سمعت يحيى وذكر ضرار بن صرد ، فقال: ليس حديثه بشيء [8].
وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: ضرار بن صرد التيمي صاحب قرآن وفرائض صدوق ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به ، روى حديثا عن معتمر ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة لبعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة بالحديث .
وقال النسائي: متروك الحديث [9]، وقال في موضع آخر: ليس بثقة [10].
وقال الحسين بن محمد بن زياد القبّاني : تركوه [11].
وقال ابن حبان: كان فقيهاً عالماً بالفرائض إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها من كان دخيلا في العلم شهد عليه بالجرح والوهن ، كان يحيى بن معين يكذبه ، وهو الذي روى عن المعتمر عن أبيه ، عن الحسن ، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي[12].
وقال ابن عدي: وضرار بن صرد هذا من المعروفين بالكوفة ، وله أحاديث كثيرة وهو في جملة من ينسبون إلى التشيع بالكوفة [13].
وقال الساجي: عنده مناكير [14].
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم [15].
وقال ابن قانع: ضعيف يتشيع [16] .
وقال أبو محمد ابن الأخضر في: مشيخة البغوي : ليس بالقوي [17].
وتساهل الحافظ ابن حجر في: التقريب فقال: صدوق له أوهام وخطأ ورمي بالتشيع ، وكان عارفاً بالفرائض [18].
والذي يبدو أن الرجل صدوق في نفسه كما قال أبو حاتم الرازي ، إلا أنه كان كثير الأوهام و الخطأ ، فوقع في حديثه المناكير حتى تركه الأئمة ، فكذبه ابن معين ، وقال فيه البخاري وغيره متروك الحديث ، وحديثه هذا مما أنكره أهل العلم والمعرفة بالحديث عليه ، فأنكره أبو حاتم الرازي ، وابن حبان رحمهما الله تعالى .
الثانية: لم يصرح سليمان التيمي والد المعتمر بالسماع من الحسن ، وقد قال الحافظ ابن حجر : وفي تاريخ البخاري عن يحيى بن سعيد ما روى عن الحسن وابن سيرين صالح إذا قال سمعت أو حدَّثنا [19].
وقال الحافظ الذهـبي: قـيل إنه كان يدلـس عن الحسن وغيره ما لم يسمعه [20].
الثالثة: تدليس الحسن البصري ، قال الحافظ الذهبي: كان الحسن كثير التدليس ، فإذا قال في حديث عن فلان ضعف احتجاجه ، ولا سيما عمن قيل إنه لم يسمع منهم ، كأبي هريرة ونحوه ، فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع [21].
وقال أيضاً:... تدليس الحسن البصري فإنه كان يأخذ عن كل ضرب ثم يسقطهم كعلي بن زيد تلميذه [22].


الطريق الثانية: بشير الغفاري عنه.
أخرجها الحافظ ابن عساكر في: تاريخ دمشق [23]، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا: أبو بكر الخطيب ، أنا: أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار ، نا: محمد بن المظفر ، نا: إسحاق بن محمد بن مروان ، نا: أبـي ، نا: الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق ، عن بشير الغفاري ، عن أنس بن مالك ا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : أنت تغسلني وتواريني في لحدي ، وتبين لهم بعدي .
أقـول: وهذا إسناد ضعيف جدًا ، فيه عدة علل :
الأولى: إسحاق بن محمد بن مروان القطان الغزَّال الكوفي .
قال الدارقطني: ( جعفر وإسحاق ابنا محمد بن مروان القطان الكوفي ، ليسا ممن يُحتج بحديثهما )[24].
وقال أبو الحسين محمد الحَجَّاجي : كانوا يتكلمون فيه [25].
وقال الخطيب البغدادي: كتب إليّ أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المُعَدّل من الكوفة يُخبرني أن أبا الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ حدثهم ، قال: سنة ثماني عشرة وثلاث مئة ، فيها مات أبو العباس إسحاق بن محمد بن مَرْوان الغَزَّال ، يوم الخميس لأربع خَلَون من ربيع الأول ، وكان أكثر مقامه بالرَّقَّة ، ويَقدمُ إلى الكوفة في السنين ، وكان ليس يُحسِنُ يقرأ ولا يَكْتب ، وكان ابن سعيد – يعني: أبا العباس بن عقدة - يُخَرِّج له السماع من عنده ، زعم في كتاب أبيه ، فيلقيه منه في الإملاء ، ويقرأ عليه ، وقلت: لابن سعيد أشتهي أن أرى شيئاً من سماعه ، فكان يريني الشيء بعد عُسْر ، فالله أعلم ).[26]
الثانية: محمد بن مروان الغزَّال .
قال الدارقطني: شيخ من الشيعة حاطب ليل لا يكاد يحدث عن ثقة ، متروك[27].
الثالثة: الحسن بن محبوب أبو علي مولى بَجِيلة.
قال الحافظ ابن حجر: روى عن جعفر الصادق ، والحسن بن صالح بن حَيّ ، وجعفر بن سالم ، وحَنَان بن سَدِير ، وصالح بن زرارة ، وعَبّاد بن صهيب في آخرين ، روى عنه: أحمد بن محمد بن عيسى ومعاوية بن حكيم ، ويونس بن علي العطار ، ومحمد بن سيرين ، وابن أبي الخطاب وآخرون ، ذكره الطوسي في رجال الشيعة [28].
الرابعة: أبو حمزة الثمالي ، هو: ثابت بن أبـي صفية الثُّمالي .
قال الحافظ ابن حجر: ضـعيفٌ رافضيٌ[29].
الخامسة: أبو إسحاق السبيعي ، مدلس وكان قد اختلط .
السادسة : بشير الغفاري ، لم أقف عليه ، وهو من شيوخ أبي إسحاق ، وأبو إسحاق السبيعي روى عن قوم لا يعرفون ، ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلا ما حكى أبو إسحاق عنهم ، كما قال الجوزجاني [30]


الطريق الثالثة: القاسم بن جندب ، عنه .
أخرجه أبو نعيم في: حلية الأولياء [31]، ومن طريقه الخوارزمي في: المناقب [32]، وابن عساكر في: تاريخـه[33]، وابن الجوزي في: الموضوعات [34].
عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ثنا: علي بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس ، قال: قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أنس اسكب لي وضوءا ) ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم قال: ( يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ) ، قال أنس: قلت اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، وكتمته ، إذ جاء علي ، فقال: ( من هذا يا أنس ؟ ) ، فقلت: علي ، فقام مستبشراً ، فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه ، قال علي: يا رسول الله ، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل ، قال: ( وما يمنعني وأنت تؤدى عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ).
قال أبو نعيم : ( رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل ، عن أنس نحوه ).
أقول: هذا إسـناد ضعيف جداً ، وهو معلول بثلاث علل:
الأولى: القاسم بن جندب ، لم أظفر بـه.
الثانية: علي بن عَابِس ، هو: الأسدي الكوفي ، قال الحافظ ابن حجر: ( ضعيف )[35].
الثالثة: إبراهيم بن محمد بن ميمون ، بيض لـه ابن أبي حاتم [36]، وقال الحافظ الذهبي: ( إبراهيم بن محمد بن ميمون ، من أجلاد الشيعة ، روى عن علي بن عابس خبراً عجيباً ، روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره )[37].
وذكر الحافظ ابن حجر الخبر ، وهو حديث أنس هذا ، ثم قال: ( ونقلت من خط شـيخنا أبي الفضل الحافظ أن هذا الرجل ليس بثقة )[38].
وقول أبي نعيم : ( رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل ، عن أنس نحوه ) ، لم أقف على هذه الروايـة ، وفي إسنادها جابر الجعفي ، والكلام فيه معروف ، وقال الحافظ ابن حجر: ضـعيفٌ رافضيٌ [39].


( ثانياً: حديث أبي ذر الغفاري)
أخرجه الديلمي في: ( مسند الفردوس ) [40]، قال: أنبأنا أبي ، أنا: الميداني ، أنا: أبو محمد الحلاج ، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله ، ثنا: أحمد بن عبيد الثقفي ، ثنا: محمد بن علي بن خلف العطار ، ثنا: موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد ، ثنا: عبد المهيمن بن العباس ، عن أبيه ، عن جده سهل بن سعد ، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( علي باب علمي ، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ).
أقـول: هذا إسناد ضعيف جداً ، وهو معلول بعلل:
الأولى: عبد المهيمن بن العباس.
قال البخاري: ( عن أبيه ، منكر الحديث )[41].
وقال أبو حاتم الرازي: ( منكر الحديث )[42].
وقال النسائي: ( متروك الحديث )[43].
وقال ابن حبان: (ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليها من كثرة وهمه ، فلما فحش ذلك في روايته بطل الاحتجاج به )[44].
وقال أبو نعيم: (عبد المهيمن بن عباس بن سهل عن آبائه ، أحاديث منكرة لا شيء ) [45].
الثانية: موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد الجعفري.
قال العقيلي: ( في حديثه نظر ) [46].
وقد قال الحافظ ابن حجر : إنه تفرد عن الإمام مالك بخبرٍ منكرٍ جداً [47].
الثالثة: محمد بن علي بن خلف العطار.
قال ابن عدي: وهو متهم إذا روى شيئاً من الفضائل ، وكان السلف يتهمونه بأنه يضع في فضائل أهل البيت ، وفي مثالب غيرهم [48].
وأسند حديثاً منكراً من طريقه في ترجمة: حسين الأشقر ، ثم قال: ويرويه هذا الشيخ محمد بن علي بن خلف ، ومحمد بن علي هذا عنده من هذا الضرب عجائب ، وهو منكر الحديث ، والبلاء فيه عندي من محمد بن علي بن خلف[49].
أقول: وإن كان حسين الأشقر قد تكلم فيه إلاَّ أن ابن عدي يرى محمد بن علي منكر الحديث ، وله عجائب ، ولهذا قال في آخر ترجمة الأشقر:
( والحسين الأشقر له غير هذا من الحديث ، وليس كل ما يروى عنه من الحديث فيه الإنكار يكون من قبله ، وربما كان من قبل من يروي عنه ، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا هذا في حديثه بعض ما فيه ).
وقال محمد بن منصور: ( كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأموناً حسن العقل )[50].
ومن المعلوم أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ، والله أعلم.
وفي الإسناد أيضاً أبو محمد الحلاج ، وأبو الفضل محمد بن عبد الله ، وأحمد بن عبيد الثقفي ، لم أظفر بهم .



( ثالثاً: حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه )
أخرجه الموفق بن أحمد الخوارزمي في: المناقب [51]، قال: أنبأنـي مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ إجازةً ـ، أخبرنـي: محمد بن الحسين بن علي البزاز ، أخبرنـي: أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز ، أخبرنـي: هلال بن محمد بن جعفر ، حدثني: أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ ، حدثني: أبو الحسن علي بن موسى الخزاز ـ من كتابه ـ، حدثني: الحسن بن علي الهاشمي ، حدثني: إسـماعيل بن أبان ، حدثني: أبو مريم ، عن ثوير بن أبـي فاختة ، عن عبد الرحمان ابن أبي ليلى ، قال: قال أبـي: دفع النبي صلى الله عليه وسلم الرايةَ يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ا ، ففتح اللهُ تعالى على يده ، وأوقفه يوم غدير خُمّ فأعلم الناس أنه: مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وقال لـه: أنت مني وأنا منك وقال لـه: تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وقال له: أنا سلم لمن سالمت ، وحرب لمن حاربت ، وقال له: أنت العروة الوثـقى ، وقال لـه: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي .... الحديث .
أقول: هذا إسناد ضعيف جداً ، فيه أبو مريم ، وهو: عبد الغفار بن القاسم متروك الحديث ، وثُوير بن أبـي فاخِتَة ، أبو الجهم ، قال الحافظ ابن حجر: ضعيف ، رمي بالرفض [52]، وفيه أيضاً من لا أعرفه .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلـه وصحبه وسلم
كتبه
أبو عبد العزيز خليفة بن ارحمه الكواري
‏السبت‏، 12‏ جمادى الثانية‏، 1427


[1] ( رقم: 2389 ).
[2] ( 1 / 380 ) .
[3] ( 3 / 122 ) .
[4] ( 42 / 378 ) من طريقين: الأولى: من طريق ابن الأعرابي ، والثانية : من طريق المحاملي عن عبد الأعلى بن واصل ، عن ضرار بن صرد
[5] تاريخ الإسلام – بشار - : ( 5 / 590 ).
[6] الضعفاء الكبير للعقيلي : ( 2 / 222 ).
[7] السنن : $ 3 / 191 ) .
[8] ( رقم: 214 ) .
[9] الضعفاء والمتروكين: $ رقم: 310 # .
[10] تهذيب الكمال: ( 13 / 305 ) .
[11] تهذيب الكمال: ( 13 / 305 ) .
[12] المجروحين: ( 1 / 380 ).
[13] الكامل: ( 3 / 101 ) .
[14] التهذيب:
[15] تهذيب الكمال: ( 13 / 305 ) .
[16] التهذيب:
[17] إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي: ( 7 / 32 )
[18] ( رقم: 2999 ) .
[19] هكذا في تهذيب التهذيب: ( 4 / 177 ) ، وفي التاريخ الكبير للبخاري ( 4 / 21 ) ، والأوسط : ( 3 / 452 ) ، $ قلت # بدل من $ حدثنا # ، وهكذا في : $ مسند ابن الجعد # ( رقم: 1315 ) ، والله أعلم .
[20] الميزان: ( 2 / 212 ).
[21] الميزان: ( 1 / 527 ).
[22] سير أعلام النبلاء: ( 4 / 473 ).
[23] ( 42 / 386 ) .
[24] سؤالات الحاكم للدارقطني : ( رقم: 70 ) ، تاريخ بغداد: ( 7 / 431 ) ، الإكمال لابن ماكولا : ( 6 / 393 ) .
[25] تاريخ بغداد: ( 7 / 432 ) .
[26] تاريخ بغداد: ( 7 / 432 ) .
[27] سؤالات البرقاني: ( رقم: 458 ).
[28] لسان الميزان: ( 2 / 248 ).
[29] التقريب: ( رقم: 826 ).
[30] الشجرة في أحوال الرجال : ( رقم: 107 )
[31] ( 1 / 63 ).
[32] ( رقم: 75 ) .
[33] ( 42 / 386 ).
[34] ( 2 / 151 ).
[35] التقريب: ( 4791 ).
[36] الجرح والتعديل: ( 2 / 128 ).
[37] ميزان الاعتدال: ( 1 / 63 ).
[38] لسان الميزان: ( 1 / 107 ).
[39] التقريب: ( رقم: 886 ) .
[40] نقلاً من كتاب: ( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ) ( ص: 21 ).
[41] التاريخ الكبير: ( 6 / 137 ) ، والضعفاء: ( رقم: 243 )
[42] الجرح والتعديل: ( 6 / 68 ).
[43] الضعفاء والمتروكين: ( رقم: 386 ).
[44] المجروحين: ( 2 / 149 ).
[45] الضعفاء: ( رقم: 138 ).
[46] الضعفاء ـ حمد